معلومات

معلومات
مدونة علمية تهدف إلى النشر العلم والمعرفة
الخميس، 25 فبراير 2016

أراد أن يُشهد المدينة على هيام

تسلق عمود الإنارة الباسق في الميدان كزهرة الحب التي أينعت بتلاتها في "كاريان" قلبه رغم تأخر خديجة في الاستجابة لصلوات استسقائه..
أراد أن يُشهد المدينة على هيام طفح من روحه كما يفيض الماء من المغلاة فيؤجج جذوة الحياة وقد يجرفها مع تياره إن لم يهدٌئ محسن
 فورة غيلانه.. فالحب لخديجة من قبل ومن بعد ولو أن هذا الحب ليس على مقاسه, ودور البطولة في هذه القصة لم يُخلق لأمثاله, واليوم عيد الحب فيه رخيص يباع ويشترى, يُلاك مع الشوكولاته واللبان وتنتهي صلاحيته قبل أن تبهت حمرة دباديب الغرام ويتقرب فيه المحبون بجيوبهم لابقلوبهم عكسه هو..
من هو ؟ .. إنه دون كيشوط بدون سيف, عنتر من دون حصان.. وعدوه ليس إلا من هو متيم بحبها, فهي تأبى الوصال لأنها خبرت الحياة حتى تنكرت بثوب الرجال..
ليس له حاسوب ليتملى بصورتها ويعلق على كلماتها ويرد على سخفها بسخف ينضح ولها متخفيا.. وليس لها جدار أزرق يتعلق على أعتابه ليلكزها لكزة افتراضية لطيفة على كتفها (Poke).. فصعد إلى الأعالي لعل صوته يشق كل الحواجز ليستعيض عن الألياف البصرية الغربية بالهاتف العربي اللاسلكي..
لم يجد من سلاح سوى التهديد, ومن ثمن أكبر من حياته.. فأعلن ألا حضن سيحضنه غيرها سوى إسفلت الطريق وظلمة القبر..
أقبل الناس من كل حدب وصوب, فالحدث جلل والفرجة مجانية وبذور عباد الشمس تكفي الجميع.. وهب السيمي والإسعاف والشرطة والمخابرات لمواجهة موجات المد الغرامي وهزاته الارتدادية لكي يكتمل المشهد الهوليودي.. فليغرق من يشاء وهو يعب ماء البحر في طريق هجرته نحو الشمال ولكن لابأس في أن نمثل لوهلة أننا في شوارع بوسطن بالرغم من أننا في كيليز بمراكش..
حضرت الحبيبة أخيرا تتهادى كسيارة إسعاف بعدما تسلل البرد لأطراف الزعطوط الولهان واليأس لقلب معزة الأطلس والملل لنفوس المتسكعين الذين كانوا يأملون في قرارة أنفسهم نهاية تعيسة يوثقونها على الفايسبوك والأنستغرام ..
كانت واهنة ومنكسرة كالوطن, ومتنكرة كسياسيي الوطن وملتفة كخريطة على نفسها.. تلتفت بتراخي كسلحفاة تغضنت روحها مكان الجلد.. فبُهت القوم: أوَ تكون خديجة كالغلام ؟ .. أوَ يحب الشمكار شمكارة ؟ ويلاه هل عَمِيَ الشقي بعدما لعب بعقله السيليسيون ؟ .. لِم تبدو السندريلا كالمشرملين ؟..
فانقلبت المناحة إلى كوميديا إيطالية.. لأن الحب مضحك على أعتاب القوادس, ومضحك أكثر عندما لاتلاءم فيه المعشوقة أذواق الناس بعدما تعاون هؤلاء مع الزمن على تجريدها من أنوثتها كما يجز الكساب الصوف عن الشاة ويتركها عرضة للسعة البرد ثم يهزأ من عريها..
لقد خُرقت الهدنة واختلت الموازين و أزهرت بالقرب من المجاري قلوب تنبض .. كيف يعقل ذلك ؟ ألا يجدر بالجرذان الاَدمية بالأحرى أن تتكاثر في صمت لكيلا يتأذى من سكتوا عن حقها في التعليم والحياة وانشغلوا عن حقوقهم هم أنفسهم بكريم ومنار وبحنان وإيهاب ؟.. نعم فالحب ليس جميلا إلا عندما تغني عنه "هيفاء" و"جي لو" و"شاكيرا" فوق منصات موازين وهن يتمايلن بشكل مقنع..

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي