الخميس، 16 يونيو 2016
«ساجاوا الياباني» آكل لحوم البشر «التائب»
“ايسي ساجاوا “من مواليد 1949 وهو رجل ياباني قتل امرأة هولندية اسمها رينيه هارتيفيلت ولم يكتف بذلك بل قطعها إلى أجزاء صغيرة.
بعد إطلاق سراحه أصبح من أشهر الرجال اليابانيين وأصبح يحصل على لقمة عيشه من خلال اهتمام الناس والإعلام بقصته وجريمته خصوصاً.
في الحادي عشر من يونيو لعام 1981 كان "ساجاوا " الذي يبلغ حينها 32 عاماً ويدرس الأدب الفرنسي؛ قد دعا "هارتيفيلت" لتناول العشاء في شقته تحت ذريعة المناقشة الأدبية بين الاثنين.
لدى وصولها وبينما كانت تجلس في مكتبه غافلها وأطلق عليها الرصاص بواسطة بندقية فأرداها قتيلة، ثم بدأ بتنفيذ خطته التي كانت أكلها.
الضحية اختيرت بعناية فائقة، فقد كان "ساجاوا " يبحث عن شخص يتمتع بالصحة والجمال الذي يفتقر له هو، كان دائماً ما يصف نفسه بـ"الضعيف والقبيح والرجل الصغير" فلقد بلغت قامته أقل من 5 أقدام أي ما يعادل (1.52 متر)، لذلك ظن أنه اذا تناول شخصا أفضل منه قد يساهم ذلك في امتصاصه للطاقة ويصبح قوي البنية والشخصية وشخصا جذابا ووسيما.
قال "ساجاوا" إنه بعد إطلاق النار على "هارتيفيلت" أغمى عليه من الخوف، ولكنه بعدها بنصف ساعة استيقظ ولديه رغبة جامحة تدفعه لتناول الضحية كطعام، فبدأ بالوركين والساقين تناولهما بشهية بعد أن قام بتقطيعهما.
في المقابلات التلفزيونية كان " ساجاوا " يبدي دهشته بالدهون الموجودة بجسم الإنسان فهي مختلفة تماماً عن "الشحوم الحيوانية".
لمدة يومين كان "ساجاوا "يتلذذ بتناول الأجزاء المختلفة من جسد "هارتيفيلت"، ويصف لحمها بأنه "ناعم" و"عديم الرائحة" مثل لحم التونة، وبأنه أشهى لحم قد تناوله في حياته.
بعد الانتهاء من أكلها قرر "ساجاوا "رميها في بحيرة نائية بعيدة عن الناس ولسوء حظه قد شوهد من قبل أحد الأعيان الذي أبلغ السلطات الفرنسية فيما بعد وتم القبض عليه.
وقام والده الثري بتوكيل محام للدفاع عنه وبعد احتجازه لمدة عامين دون محاكمة قرر القاضي الفرنسي " جان لوي " الإفراج عنه، بعد خضوعه لفحص طبي أثبت أنه " مختل عقليا" وغير صالح للمحاكمة، فأمر بنقله إلى مصحة عقلية لمعالجته.
بعد الزيارات المكررة للروائي " يوموتا اينوهيكو" الذي كان مهتما بقضية" ساجاوا"، قام بنشر عدة مقالات عنه مضللة في اليابان مما أدى لتعاطف اليابانيين مع قضيته. الدعاية التي حظي بها "ساجاوا "والتعاطف الكبير من قبل الناس أجبر السلطات الفرنسية إلى تسليمه لليابان.
لدى وصوله إلى اليابان تم نقله فوراً إلى مستشفى " ماتسوزاوا"؛ حيث وجد علماء النفس في دراسة أجروها له بأنه رجل واع وعاقل ولكن تتملكه روح الشر.
ومع ذلك وجدت السلطات اليابانية استحالة محاكمته من الناحية القانونية وذلك لأنها تفتقر إلى بعض الوثائق المهمة التي لم تحصل عليها من المحكمة الفرنسية، ونتيجة لذلك فحص "ساجاوا "في مصحة عقلية في 12 أغسطس 1986 ووجد انه قد تشافى فأصبح رجلاً حراً بمعنى الكلمة، بعدما تحرر من الشر ومن السجن في آن واحد.
المحتال الأول لذي باع برج إيفل.
فيكتور لستج “Victor Lustig”، المحتال الأكثر تلوناً وخداعاً والمتصف بالوسامة ولباقة الحديث، نال لقب الكونت لرقته وأتقن 5 لغات بطلاقة وانتحل 45 اسماً، واعتقل عشرات المرات، منها 50 مرة في أمريكا وحدها.ولد الكونت فيكتور في النمسا عام 1890، ومنذ مطلع حياته قرر أن يرى العالم، فاتجه للغرب، ولم يجد مكاناً أفضل من السفن المكتظة بالمسافرين الأثرياء لكسب المال، بدأ بالتحدث مع رجال الأعمال الناجحين على متن الخطوط البحرية بين باريس ونيويورك، وحين تُدار دفة الحديث لمعرفة مصدر ثرائه يكشف وعلى مضض وبكل ثقة عن سر الصندوق، وفي النهاية وبعد إلحاح يوافق على أن يُظهِر الآلة الغريبة مُدَّعياً أنه صادف وجودها بحوزته.
كان الكونت فيكتور صبوراً شديد الحذر، يبدأ عملية الإحتيال بالشرح عن آلية عمل الآلة وذلك بإدراج ورقة نقدية من فئة $100 داخلها، مبدياً استياءَهُ من أن الآلة تستغرق 6 ساعات لطباعة ورقة واحدة من نفس الفئة، حينها يستشعر الضحية كمية الأرباح الطائلة التي سيجنيها، ويبدي استعداده لشرائها بمبلغ خيالي يصل أحياناً إلى $30,000، وعلى مضض ينظر الكونت فيكتور بعين الفراق إلى الصندوق إذا كان السعر المقترح مناسباً، وبعد أن تتم الصفقة وخلال الإثنتي عشرة ساعة التالية تطبع الآلة ورقتين أخريين، وبعد ذلك تستنفذ إمداداتها وتنتج ورقة فارغة، وبحلول وقت اكتشاف الخدعة يكون الكونت فيكتور قد اختفى.
وفي إحدى أيام ربيع عام 1925 بعيد وصول الكونت فيكتور إلى باريس واضعاً نصب عينيه عمليات احتيال أكبر، جلس يقرأ صحيفة، وتوقفت عيناه عند خبر صدأ برج إيفل وارتفاع تكلفة الصيانة والتصليح، وأن معظم الباريسيين مستاؤون ويرون بأن البرج القبيح يجب إزالته، ازدادت عيناه اتساعاً حين تراءَت له كافة الإحتمالات الممكنة خلف الخبر، ولمعت في رأسه فكرة جهنمية.كان الكونت فيكتور صبوراً شديد الحذر، يبدأ عملية الإحتيال بالشرح عن آلية عمل الآلة وذلك بإدراج ورقة نقدية من فئة $100 داخلها، مبدياً استياءَهُ من أن الآلة تستغرق 6 ساعات لطباعة ورقة واحدة من نفس الفئة، حينها يستشعر الضحية كمية الأرباح الطائلة التي سيجنيها، ويبدي استعداده لشرائها بمبلغ خيالي يصل أحياناً إلى $30,000، وعلى مضض ينظر الكونت فيكتور بعين الفراق إلى الصندوق إذا كان السعر المقترح مناسباً، وبعد أن تتم الصفقة وخلال الإثنتي عشرة ساعة التالية تطبع الآلة ورقتين أخريين، وبعد ذلك تستنفذ إمداداتها وتنتج ورقة فارغة، وبحلول وقت اكتشاف الخدعة يكون الكونت فيكتور قد اختفى.
وفي إحدى أيام ربيع عام 1925 بعيد وصول الكونت فيكتور إلى باريس واضعاً نصب عينيه عمليات احتيال أكبر، جلس يقرأ صحيفة، وتوقفت عيناه عند خبر صدأ برج إيفل وارتفاع تكلفة الصيانة والتصليح، وأن معظم الباريسيين مستاؤون ويرون بأن البرج القبيح يجب إزالته، ازدادت عيناه اتساعاً حين تراءَت له كافة الإحتمالات الممكنة خلف الخبر، ولمعت في رأسه فكرة جهنمية.كان الكونت فيكتور صبوراً شديد الحذر، يبدأ عملية الإحتيال بالشرح عن آلية عمل الآلة وذلك بإدراج ورقة نقدية من فئة $100 داخلها، مبدياً استياءَهُ من أن الآلة تستغرق 6 ساعات لطباعة ورقة واحدة من نفس الفئة، حينها يستشعر الضحية كمية الأرباح الطائلة التي سيجنيها، ويبدي استعداده لشرائها بمبلغ خيالي يصل أحياناً إلى $30,000، وعلى مضض ينظر الكونت فيكتور بعين الفراق إلى الصندوق إذا كان السعر المقترح مناسباً، وبعد أن تتم الصفقة وخلال الإثنتي عشرة ساعة التالية تطبع الآلة ورقتين أخريين، وبعد ذلك تستنفذ إمداداتها وتنتج ورقة فارغة، وبحلول وقت اكتشاف الخدعة يكون الكونت فيكتور قد اختفى.وفي إحدى أيام ربيع عام 1925 بعيد وصول الكونت فيكتور إلى باريس واضعاً نصب عينيه عمليات احتيال أكبر، جلس يقرأ صحيفة، وتوقفت عيناه عند خبر صدأ برج إيفل وارتفاع تكلفة الصيانة والتصليح، وأن معظم الباريسيين مستاؤون ويرون بأن البرج القبيح يجب إزالته، ازدادت عيناه اتساعاً حين تراءَت له كافة الإحتمالات الممكنة خلف الخبر، ولمعت في رأسه فكرة جهنمية.
المحتال التاني الذي باع برج إيفل.
في ذلك الحين كانت فرنسا قد تعافت من آثار الحرب العالمية الأولى، وقد ازدهرت الحياة في باريس مما وفر بيئة مناسبة للإحتيال.شرع الكونت فيكتور على الفور بتنفيذ المخطط الذي جعل منه أسطورة المحتالين للقرن العشرين، استأجر غرفة في إحدى الفنادق العريقة، وبدأ بالبحث عن أكبر تجار الخردة المعدنية في باريس، وانهمك في كتابة دعوات رسمية لستة من التجار للإجتماع سراً في فندق “كريون دي” لمناقشة صفقة تجارية، مستخدماً في ذلك أوراقاً حكومية مزورة.حضر الجميع، وقدم الكونت فيكتور نفسه على أنه نائب المدير العام لوزارة البرق والبريد، واستطرد موضحاً: إنَّ اختياركم تمَّ بناءً على سمعتكم الجيدة كرجالِ أعمالٍ صادقين، وسكت برهه ليستجمع أفكاره ثم تابع: تعلمون أن التكاليف الباهظة لصيانة برج إيفل جعل من المستحيل الحفاظ عليه، لذا تقرر بيعه كقطع خردة وذلك من خلال تقديم العديد من المزايدات للحصول على حق هدم البرج وحيازة 7,000 طن من المعدن، ثم صمت لبرهة ليستشف وقع كلماته على وجوههم وأضاف قائلاً: أحيطكم علماً بأنَّ المسؤولية قد وضعت على كاهلي لتحديد التاجر المناسب للمهمة، لذا أرجو تقديم العطاءات في الغد على أبعد تقدير، واسترسل مشدداً: كما وأرجو أن يبقى الموضوع سراً فيما بيننا إلى أن تتضح جميع التفاصيل، ولا تنسوا بأن الأمر يعتبر سراً من أسرار الدولة.
تم بناء برج إيفل لمعرض باريس عام 1889، ولم تكن النية أن يكون وجوده دائم، وكان من المقرر إزالته عام 1909 ونقله إلى مكان آخر، فلم يكن يتناسب وجوده مع آثار المدينة العظيمة مثل الكاتدرائيات القوطية أو قوس النصر، وحينها كان بالفعل بحالةٍ مزرية.
استأجر الكونت فيكتور سيارة ليموزين واصطحب التجار في جولة تفقدية إلى البرج، مما أعطاه الفرصة لجس النبض في محاولة لمعرفة أياً منهم الأكثر حماساً وسذاجة، كان التاجر المدعو أندريه بويسون “Andre Poisson” جديداً إلى حدٍ ما في المدينة، وسرعان ما قرر الكونت فيكتور التركيز عليه، وحين بدأ “أندريه” بإمطاره بوابلٍ من الأسئلة استغل الكونت فيكتور لهفته وبدأ بإغرائه قائلاً: أنا كمسؤولٍ حكومي لا أجني ما يكفي من المال لأواصل نمط الحياة التي أستمتع بها، وأحتاج إلى إيجاد سبلٍ لزيادة دخلي، وأنت تعلم أنَّ إيجاد مشترٍ لبرج إيفل يعتبر قراراً كبيراً، فهم “أندريه” مغزى كلامه، وتبادر إلى ذهنه أنه يتعامل مع مسؤول حكومي فاسد يريد رشوة، مما جعله يشعر بالراحة، فهذه الأصناف مألوفة بالنسبة له، وليس لديه أي مشكلة في التعامل مع أحدهم.
نجحت الحيله، واستطاع الكونت فيكتور أن يحصد أموال بيع برج إيفل ($50,000) بالإضافة إلى مبلغ كبير من الرشوة ($20,000)، وفر هارباً على عجلٍ وبيده حقيبة ممتلئة بالنقود مستقلاً بذلك القطار المتجه إلى فيينا.
انتظر لفترة إلى أن يُعلن في الصحف عن قصة الإحتيال، وربما معها أوصافه بالإضافة إلى رسم سكيتش لصورته، ولكن من المستغرب أن شيئاً من هذا لم يحدث، فقد كان “أندريه” يشعر بالإذلال لدرجة أنه لم يبلغ البوليس وآثر السكوت على أن يـُفتضح أمر خداعه.
وبعد شهر عاد الكونت فيكتور إلى باريس ليعطي المخطط محاولة أخرى مع تجار آخرين، محاولاً بذلك تكرار نفس عملية الإحتيال ولكن بحذرٍ أكثر من أي وقت مضى، ولكنه هذه المرة شعر بأن أحد تجار الخردة الجدد الذين تواصل معهم قد أخطر البوليس، ففرَّ هارباً إلى الولايات المتحدة.
المحتال التالت الذي باع برج إيفل
وفي شيكاغو، أقنع الكونت فيكتور أخطر عصابات المافيا وأغناها “آل كابوني” عن حاجته إلى $50,000 لاستثمارها في صفقة أسهم، ووعد بسداد المبلغ مضاعفاً خلال شهرين, اشتبه “آل كابوني” بالأمر، ولكنهم في نهاية الأمر سلموه المبلغ المطلوب، احتفظ بالمبلغ في صندوق ودائع، ثم عاد وأخذ المال لـِ “آل كابوني” مدعياً أن الصفقة لم تنجح وأنه عاد لسداد القرض، أعجب “آل كابوني” بنزاهته، وقرروا أن العملية التي قام بها لم تكن كارثية وأعفو عنه وأعطوه $5000، وهذا ما كان يريده، إذ لم يكن هدفه استخدام المال لأي شيء سوى كسب ثقة “آل كابوني” ومن ثم الحصول على بعض المال، مما ذاع صيته بأنه الرجل الذي استطاع خداع “آل كابوني” بدهائه.وفي عام 1930 دخل الكونت فيكتور في شراكة مع كيميائي في منتصف العمر من مدينة نبراسكا يدعى توم شو “Tom Shaw”، كانت مهمته حفر لوحات لطباعة الأوراق النقدية المزورة، وأنشأوا نظاماً يعمل على ضخ أكثر من $100,000 شهرياً في جميع أنحاء البلاد، ونجح الكونت فيكتور في إبقاء الأمر سراً، وعلى مر الشهور استمر تدفق الملايين من العملة المزيفة، وحاولت المخابرات تعقب الكونت فيكتور مشيرين إلى فواتير مالية بإسمه والتي قد تعطل النظام النقدي في البلاد.
وفي إحدى ليالي عام 1935، كان الكونت فيكتور يمشي في أحد شوارع نيويورك، في البداية لم يكن المخبرون السريون واثقون من أنه هُوَ، فنمو شاربه الحديث جعلهم يترددون لبرهة، وعلى حين غفلة باغتوه وهو يُعدِّل من ياقة معطفه، وانقضوا عليه، نظر إليهم الكونت فيكتور مبتسماً وبكل هدوءٍ وسلاسة مدَّ يده وأعطاهم حقيبته، لاحظوا ندبة على وجنته اليسرى وهالة من السواد حول عينيه الحمراوين، ولدى استجوابه كان هادئاً مبدياً استعداده.
توقع المخبرون أن تحتوي الحقيبة على أوراق نقدية مطبوعة حديثاً أو ربما ملايين الدولارات من الأوراق النقدية المزيفة، ولكنها لم تحتوي إلا على الملابس الفاخرة والباهظة الثمن، وفي النهاية سحبوا محفظته من المعطف، ووجدوا فيها مفتاحاً، حاولوا جعل الكونت فيكتور يقر بأمر المفتاح ولكنه هز رأسه متجاهلاً، وبعد العديد من التحريات قادهم المفتاح إلى محطة مترو الأنفاق “تايمز سكوير” حيث فتح خزانة يعلوها الغبار، ووجدوا فيها $51,000 من النقود المزيفة.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” خبر القبض عليه مضيفةً بأن هذه هي بداية النهاية لأسطورة المحتالين الكونت فيكتور.
احتجز الكونت فيكتور في المقر الفيدرالي الرئيسي في نيويورك – المعروف آنذاك بأنه منيعاً – بانتظار المثول أمام المحكمة، وبالرغم من تعدد التهم الموجهة إليه إلّا أنَّ اللعبة بالنسبة له لم تنتهي بعد، وكان يتفاخر بأسلوبه الهزلي بأنه ليس هناك سجن يعصى عليه في الهرب، وفي اليوم السابق لبدء المحاكمة ارتدى سروالاً ونعالاً وعقد أطراف أغطية الأسرَّة وتسلل هارباً من النافذة متظاهراً بأنه يمسح النوافذ وهو يتأرجح هبوطاً من الطابق الثالث للمبنى حيث رآه العشرات من المارة ولم يشك أحدهم بالأمر، وعند موعد المحاكمة توجه مسؤولي السجن إلى الزنزانة لإحضاره، وكم كان ذهولهم حين لم يجدوا أيَّ أثرٍ للسجين.
بعد شهر من الحادثة تم القبض عليه في بيتسبرج وأقر بأنه مذنب في التهم الأصلية، وحكم عليه 20 عاماً في سجن الكاتراز، وفي عام 1947 مرض بالإلتهاب الرئوي، ومات متأثراً بمرضه في المركز الطبي للسجناء في سبرينغفيلد بولاية ميسوري، وفي شهادة الوفاة تم إدراج مهنته كمندوب مبيعات مبتدئ.
خرائط ملاحية قديمة أذهلت العالم
ونسفت ادعاءات كولومبس...
أدركت المراكز العلمية العالمية منذ زمن بعيد إن المغامر الايطالي (كريستوفر كولومبس) لم يكن أول من وصل إلى السواحل الامريكية, وتأكد للعلماء بما لا يقبل الشك إن العرب والأفارقة والصينيين واليابانيين والفايكنع سبقوا كولومبس بقرون, وأضحت المؤسسات الامريكية على قناعة تامة إن كولومبس سرق الخرائط الملاحية الأندلسية, واستعان بتجارب الملاحين العرب, وسلك المسالك التي سار عليها الربان (خشخاش بن مسعود), والربان (ابن فاروق), فسارعت حكومة الولايات المتحدة الامريكية إلى تهذيب معارفها التاريخية, وتعديل مقرراتها الدراسية (لم نعدل مقرراتنا حتى الآن), بيد إن المفاجأة الكبرى, التي أدهشت العالم كله, وقعت بعد عام 1929 على أثر اكتشاف مجموعة نادرة لخرائط ملاحية تعود للقرن السادس عشر, قلبت المفاهيم الجغرافية والتاريخية رأسا على عقب, وزلزلت كيان المنظمات الهيدروغرافية الدولية, فقد كانت الخرائط متكاملة الملامح, دقيقة التفاصيل, صحيحة الأبعاد, واضحة الخطوط, رُسمت في الحقبة التي عاش فيها كولومبس, لكنها تناولت في بياناتها وملامحها الأماكن التي لم يصلها كولومبس, واشتملت على السواحل الشرقية للقارتين الأمريكيتين (الشمالية والجنوبية), والسواحل الغربية لقارة إفريقيا, والسواحل الشمالية للقارة القطبية الجنوبية, ومما يبعث على العجب إنها رسمت الحدود الحقيقية لليابسة في القارة القطبية الجنوبية, وكأنها أزالت عنها طبقات الثلوج المتراكمة فوقها منذ عشرات القرون, والتي بلغ سمكها أكثر من كيلومترين, حتى يُخيل للناظر إن الذي رسم الخرائط كان يمتلك أقوى أجهزة السونار, وكانت بحوزته أحدث معدات التصوير من الجو عندما رسم سواحل القارة القطبية, بحيث استطاع أن يراها عن كثب, ويسجل ملامح خلجانها وأخاديدها ومرتفعاتها ومنخفضاتها وتعرجاتها, حتى بلغت درجة الدقة إلى التطابق المثالي بين السواحل الحالية المرسومة بأحدث الأجهزة الجيولوجية والجيمورفولوجية وبين السواحل المرسومة في القرن السادس عشر والمثبتة على تلك الخرائط المدهشة. .
في عام 1465 وعلى وجه التحديد في قرية من قرى جزيرة (غاليبولي) على بحر (مرمرة), ولد الطفل (أحمد برّي), فعم الفرح بيت أبيه الحاج محمد برّي, وبيت شقيقه (كمال) أمير الماء, أو الأميرال (كمال برّي), في هذه القرية يقضي الأولاد معظم أوقاتهم في البحر, ينامون في القوارب الخشبية على أصوات الأمواج الهادرة, يمارسون الغطس والسباحة الشاطئية, يصطادون الأسماك, يجمعون القواقع, ويبنون القلاع الرملية الجميلة. .
تلقى احمد برّي تعليمه الأولي في البيت والمسجد, والتحق بسفينة عمه القبطان (كمال برّي) عند بلوغه الثانية عشرة من عمره, فاكتمل نموه الجسدي والمعرفي في أحضان البحر, واشترك في معظم الحروب والغارات البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط, على مدى (14) عاما أمضاها مع عمه, ثم صار ربانا مستقلا بسفينة شراعية حديثة, فشارك في تقديم المساعدة والإسناد للجيوش العربية في الأندلس, ولعب دورا كبيرا في إخلاء المسلمين الفارين من بطش ملك قشتالة, وكان يقوم بإيصالهم إلى بر الأمان وإنزالهم على السواحل الإفريقية.
حاز على لقب (رئيس), وهي رتبة حربية أعلى من رتبة القبطان, وصار يعرف باسمه الجديد: (الرئيس برّي), أو (الريس بيري), ويسمونه باللغة التركية (بيري ريس Piri Reiss), وكان يتردد على مرافئ الشام ومصر وتونس والجزائر وصقلية وكورسيكا وسردينيا ومالطا. .
ظهرت مواهبه الملاحية منذ اليوم الذي عمل فيه مع عمه في عرض البحر, كان شغوفا بتدوين المعلومات الجديدة التي اكتشفها رجال البحر, دؤوبا في البحث عن الخرائط الملاحية النادرة, فعكف على تنظيمها وجدولتها وتصنيفها, وبرع في توحيدها ورسمها على جلود الغزلان, فضبط قياساتها, وثبت معالمها, وزينها بما توفر لديه من معلومات وتحذيرات وإرشادات كتبها بخطه الجميل. .
http://www.youtube.com/watch?v=T1xGccxK1x4&feature=related
كان الرئيس برّي يتحدث رسميا باللغتين العربية والتركية, لكنه كان يحسن التفاهم باللغات الايطالية, واليونانية, والاسبانية, والبرتغالية, فقرأ المراجع البحرية القديمة المكتوبة باللغات التي يجيدها, حتى جمع مجلدات ومجلدات عن العلوم الجغرافية والفنون الملاحية, التي توصل إليها العرب والايطاليين والفرنسيين والأفارقة, وابدي اهتماما كبيرا في تثبيت خصائص الجزر وخطوطها الساحلية وأخاديدها النهرية. .
أدركت المراكز العلمية العالمية منذ زمن بعيد إن المغامر الايطالي (كريستوفر كولومبس) لم يكن أول من وصل إلى السواحل الامريكية, وتأكد للعلماء بما لا يقبل الشك إن العرب والأفارقة والصينيين واليابانيين والفايكنع سبقوا كولومبس بقرون, وأضحت المؤسسات الامريكية على قناعة تامة إن كولومبس سرق الخرائط الملاحية الأندلسية, واستعان بتجارب الملاحين العرب, وسلك المسالك التي سار عليها الربان (خشخاش بن مسعود), والربان (ابن فاروق), فسارعت حكومة الولايات المتحدة الامريكية إلى تهذيب معارفها التاريخية, وتعديل مقرراتها الدراسية (لم نعدل مقرراتنا حتى الآن), بيد إن المفاجأة الكبرى, التي أدهشت العالم كله, وقعت بعد عام 1929 على أثر اكتشاف مجموعة نادرة لخرائط ملاحية تعود للقرن السادس عشر, قلبت المفاهيم الجغرافية والتاريخية رأسا على عقب, وزلزلت كيان المنظمات الهيدروغرافية الدولية, فقد كانت الخرائط متكاملة الملامح, دقيقة التفاصيل, صحيحة الأبعاد, واضحة الخطوط, رُسمت في الحقبة التي عاش فيها كولومبس, لكنها تناولت في بياناتها وملامحها الأماكن التي لم يصلها كولومبس, واشتملت على السواحل الشرقية للقارتين الأمريكيتين (الشمالية والجنوبية), والسواحل الغربية لقارة إفريقيا, والسواحل الشمالية للقارة القطبية الجنوبية, ومما يبعث على العجب إنها رسمت الحدود الحقيقية لليابسة في القارة القطبية الجنوبية, وكأنها أزالت عنها طبقات الثلوج المتراكمة فوقها منذ عشرات القرون, والتي بلغ سمكها أكثر من كيلومترين, حتى يُخيل للناظر إن الذي رسم الخرائط كان يمتلك أقوى أجهزة السونار, وكانت بحوزته أحدث معدات التصوير من الجو عندما رسم سواحل القارة القطبية, بحيث استطاع أن يراها عن كثب, ويسجل ملامح خلجانها وأخاديدها ومرتفعاتها ومنخفضاتها وتعرجاتها, حتى بلغت درجة الدقة إلى التطابق المثالي بين السواحل الحالية المرسومة بأحدث الأجهزة الجيولوجية والجيمورفولوجية وبين السواحل المرسومة في القرن السادس عشر والمثبتة على تلك الخرائط المدهشة. .
في عام 1465 وعلى وجه التحديد في قرية من قرى جزيرة (غاليبولي) على بحر (مرمرة), ولد الطفل (أحمد برّي), فعم الفرح بيت أبيه الحاج محمد برّي, وبيت شقيقه (كمال) أمير الماء, أو الأميرال (كمال برّي), في هذه القرية يقضي الأولاد معظم أوقاتهم في البحر, ينامون في القوارب الخشبية على أصوات الأمواج الهادرة, يمارسون الغطس والسباحة الشاطئية, يصطادون الأسماك, يجمعون القواقع, ويبنون القلاع الرملية الجميلة. .
تلقى احمد برّي تعليمه الأولي في البيت والمسجد, والتحق بسفينة عمه القبطان (كمال برّي) عند بلوغه الثانية عشرة من عمره, فاكتمل نموه الجسدي والمعرفي في أحضان البحر, واشترك في معظم الحروب والغارات البحرية في حوض البحر الأبيض المتوسط, على مدى (14) عاما أمضاها مع عمه, ثم صار ربانا مستقلا بسفينة شراعية حديثة, فشارك في تقديم المساعدة والإسناد للجيوش العربية في الأندلس, ولعب دورا كبيرا في إخلاء المسلمين الفارين من بطش ملك قشتالة, وكان يقوم بإيصالهم إلى بر الأمان وإنزالهم على السواحل الإفريقية.
حاز على لقب (رئيس), وهي رتبة حربية أعلى من رتبة القبطان, وصار يعرف باسمه الجديد: (الرئيس برّي), أو (الريس بيري), ويسمونه باللغة التركية (بيري ريس Piri Reiss), وكان يتردد على مرافئ الشام ومصر وتونس والجزائر وصقلية وكورسيكا وسردينيا ومالطا. .
ظهرت مواهبه الملاحية منذ اليوم الذي عمل فيه مع عمه في عرض البحر, كان شغوفا بتدوين المعلومات الجديدة التي اكتشفها رجال البحر, دؤوبا في البحث عن الخرائط الملاحية النادرة, فعكف على تنظيمها وجدولتها وتصنيفها, وبرع في توحيدها ورسمها على جلود الغزلان, فضبط قياساتها, وثبت معالمها, وزينها بما توفر لديه من معلومات وتحذيرات وإرشادات كتبها بخطه الجميل. .
http://www.youtube.com/watch?v=T1xGccxK1x4&feature=related
كان الرئيس برّي يتحدث رسميا باللغتين العربية والتركية, لكنه كان يحسن التفاهم باللغات الايطالية, واليونانية, والاسبانية, والبرتغالية, فقرأ المراجع البحرية القديمة المكتوبة باللغات التي يجيدها, حتى جمع مجلدات ومجلدات عن العلوم الجغرافية والفنون الملاحية, التي توصل إليها العرب والايطاليين والفرنسيين والأفارقة, وابدي اهتماما كبيرا في تثبيت خصائص الجزر وخطوطها الساحلية وأخاديدها النهرية. .
أمير البحار الجنوبية
لا علاقة لصاحبنا (الرئيس برّي) بالرئيس اللبناني نبيه برّي إلا من حيث تطابق الأسماء, وإن كان الثاني لا يحب ركوب البحر, وربما لا يجيد السباحة, لكنه أوفر حظا من القبطان (الرئيس برّي), لأنه لم يواجه المتاعب التي واجهها أمير البحار عندما اشترك في الحرب الطويلة بين العثمانيين والبنادقة (1498 – 1502), فاكتسب خبرة بحرية وحربية, ونال أرفع الأوسمة, شارك بعدها في الحملة البحرية التي شننتها الدولة العثمانية ضد حكم المماليك في مصر (1516 – 1517), وكان هو الذي يقود الأساطيل,
فدحر حصون الإسكندرية, وضرب حولها طوقا بحريا, حتى توغل ببعض سفنه إلى القاهرة, فانتهز الفرصة لرسم المسالك المائية لحوض النيل, وكانت من الخرائط النادرة المحفوظة الآن في المتحف البحري بأنقرة, وشغل بأمر السلطان منصب القائد العام للأسطول المصري, وكان مقره في مدينة السويس..
شاءت الصدف أن يكون (الرئيس برّي) مرافقا للصدر العثماني الأعظم (إبراهيم باشا) عام 1524, وكان (برّي) هو القائد البحري المكلف بقيادة أسطول مكون من عشر سفن, توجهت من تركيا إلى مصر بإشراف الصدر الأعظم لحل الخلاف القائم بين والي مصر ودفتر دارها, ولم يتمكن الأسطول من إكمال الرحلة بسبب العواصف, فسلكوا الطرق البرية, وكانت فرصة لبرّي ليعرض على الصدر الأعظم انجازاته الملاحية والاستكشافية, ويبين له أهمية كتابه المشهور (كتاب البحرية), فتوطدت العلاقة بينهما, وأثمرت بالسماح لبرّي بمقابلة السلطان سليمان القانوني, فنال رضاه, وأصبح من المقربين للباب العالي. .
باشر (برّي) بإعداد كتاب البحرية عام 1521, وفرغ منه بعد أربعة أعوام, فأهداه إلى السلطان, وكان عبارة عن أطلس ملاحي شامل لبحر إيجة والمتوسط, قدم فيه المؤلف وصفا دقيقا للسواحل والشطئان, مع بيان التيارات المائية والشعب المرجانية والمراسي والخلجان والمرافئ ومنابع المياه العذبة, والقلاع والمواضع المحصنة. .
نال الكتاب شهرة واسعة, ولمع اسم المؤلف بين أسماء أعظم الجغرافيين والمؤرخين, وأكد علماء الجغرافية على صحة بيانات الكتاب, ووقفوا مبهورين أمام التطابق المذهل بين الخرائط التي رسمها برّي وبين الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية. .
http://www.youtube.com/watch?v=M7YJP1xfbkY
اكتشف الرئيس برّي انه يمتلك قدرات ملاحية عالية تؤهله للتفوق على أقرانه الذين اشتهروا في القرن السادس عشر, وكان من الطبيعي أن يبحث عن اقصر الطرق التي توصله إلى الباب العالي بالأستانة, فرسم أجمل الخرائط الملاحية للقارتين الأمريكيتين, أهداها إلى الصدر الأعظم, فاصدر السلطان فرمانا عثمانية صار بموجبه الرئيس برّي أميرا على البحار الجنوبية, التي شملت البحر الأحمر, والمحيط الهندي, وبحر العرب, وخليج عمان, والخليج العربي. .
كانت خرائط الرئيس برّي هي الجسر الذي عبر فوقه نحو عالم الشهرة, وله في هذا المضمار خارطتان مهمتان, الأولى لبلاد الأندلس, وغرب إفريقيا, والمحيط الأطلسي, والسواحل الشرقية للأمريكيتين, بقياس (60 في 85) سنتيمتر, قدمها للسلطان سليم الأول عام 1917, وهي موجودة الآن في متحف (طوبقبو) في اسطنبول, وعليها توقيعه, والأخرى لسواحل الأطلسي من (غرين لاند) إلى فلوريدا, وهي موجودة أبضا في متحف (طوبقبو)
قارة أنتيليا
ورد اسم هذه القارة في كتاب الرئيس برّي (كتاب البحرية) عشرات المرات, وخصص لها فصلا كاملا, تحدث فيه عنها بإسهاب لم يسبقه فيه أحد, وأشار إلى الاسم الحقيقي للقارة الجديدة التي عرفها الناس في القرون اللاحقة باسم (أمريكا), واستطاع برّي أن يرسم لها (خارطة خارقة), وهو التعبير الذي استعملته جامعة جورج تاون في وصف خرائط الرئيس برّي لقارة أنتيليا, لأنها تفوقت بدقتها على احدث التقنيات التي استعانت بها مراكز المسح البحري الهيدروغرافي في العصر الحديث, وجاءت مطابقة للواقع (100%), وفي شباط (فبراير) من عام 1988 أقيم في غرناطة باسبانيا مهرجان كبير بمناسبة مرور خمسة قرون على اكتشاف قارة أمريكا, تحدث فيه علماء التاريخ والجغرافيا عن اعتماد كولومبس على الخرائط الملاحية العربية والإسلامية في عبور الأطلسي, وأكدوا على استعانته بالمراجع العربية, وقالوا: انه رجع إلى الكثير من المؤلفات العربية التي تُرجمت إلى اللغة الاسبانية آنذاك, منها كتاب (مروج الذهب) للمسعودي, وكتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) للإدريسي, وهو الذي رسم مشاهداته على كرة من الفضة للملك روجيه الثاني, عندما دعاه لزيارة صقلية, وكتاب (تقويم البلدان) لعماد الدين إسماعيل أبي الفداء, واجمع المشاركون في الحفل على أن كولومبس زود سفنه بعدد من الآلات البحرية والفلكية العربية الأصل مثل البوصلات العربية والإسطرلابات وآلات الكمال (ألة السدس). .
كان الرئيس برّي على معرفة مسبقة بهذه القارة قبل انتشار خبرها, وقبل تدفق الهجرات إليها, قال في كتابه: إن بحر المغرب (يقصد المحيط الأطلسي) بحر عظيم يمتد بعرض (2000) ميل بحري تجاه الغرب من بوغاز (سبتة), وفي الطرف الآخر من بحر المغرب توجد قارة كبيرة جدا, هي قارة أنتيليا. .
وقال أيضا: إن هذه القارة اكتشفت عام 1465, أي قبل وصول كولومبس بأكثر من ربع قرن, ونقل في كتابه عن (رودريكو) وهو رجل برتغالي, عمل في خدمة عم برّي (الرئيس كمال), انه رافق كولومبو (يقصد كولومبس) في رحلته إلى أنتيليا, التي استعان فيها بالخرائط الأندلسية والعثمانية, وقال انه وقف يتوسط بين كولومبو وبحارته الذين أعلنوا العصيان, وأرادوا الاعتداء عليه بعد اليأس الذي أصابهم في البحث عن القارة الجديدة, وقال إن كولومبو قال لهم: (أثق إننا لابد أن نصل هنا إلى الأرض التي نبحث عنها, لأن البحارة الأندلسيين والعثمانيين لا يكذبون), وبالفعل, عثرنا على الأرض الجديدة بعد ثلاثة أيام من ذلك التصريح. .
ومن نافلة القول نذكر إن خرائط الرئيس برّي تشير في أكثر من موقع على إن قارة (أنتيليا) تعد من ممتلكات الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1465, وان تشابه اسم جزر الأنتيل مع اسم أنتيليا يؤكد على إن هذا الاسم مأخوذ من اللغة المحلية للأقوام التي كانت تسكن الجزر, والمعروف عن العرب والمسلمين أنهم لا يغيرون أسماء الأماكن التي يفتحونها, على عكس القوى الغربية التي ابتكرت أسماء لا علاقة لها بتلك البلدان فظهرت عندنا (بوليفيا), و(نيوزلاند), و(الإكوادور), و(استراليا), وغيرها. .
الخرائط التي أذهلت العالم
لم يكن (الريس برّي) معروفا قبل اليوم التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1929, وهو اليوم الذي اكتشف فيه العالم الألماني (غوستاف أدولف ديسمان) كنزا ملاحيا فريدا, يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي, كان الكنز عبارة عن مجموعة من الخرائط المتهالكة المرسومة على جلد الغزال, فأدرك على الفور انه يقف أمام كنز ملاحي مجهول, عثر عليه بمساعدة مدير المتاحف الوطنية التركية (خليل أدهم). .
كان الكنز عبارة عن خارطتين متهالكتين مرسومتين بتسعة ألوان على جلد الغزال للشواطئ الغربية لإفريقيا, والشواطئ الشرقية للأمريكيتين, والحدود الشمالية لليابسة في القارة القطبية الجنوبية (انتاركتيكا). قال عنها مدير مركز الأرصاد في (ويستون): ((إن خرائط الرئيس برّي صحيحة بدرجة تذهل العقول, لأنها تُظهر بوضوح أماكن لم يكتشفها الإنسان في ذلك الزمان, ومما يبعث على الحيرة انه رسم جبال القارة القطبية الجنوبية ووديانها, في حين لم تتوصل المراكز الجغرافية المعاصرة إلى رسمها إلا بعد عام 1952, وذلك بعد ان تسلحت بأحدث تقنيات المسح الزلزالي, ومما زاد الأمر حيرة إن الصور التي التقطتها المركبات الفضائية للقارة القطبية الجنوبية جاءت مطابقة لخرائط الرئيس برّي)),
http://www.youtube.com/watch?v=TS4eDmhkj8M
والشيء نفسه يقال للحدود الشرقي في القارتين الأمريكيتين, والتي جاءت مطابقة تماما مع الحدود التي بينتها صور الأقمار الصناعية لتلك السواحل, ما تسبب بإحراج علماء الجغرافيا, لأن كولومبس لم يصل إلى تلك السواحل, ولم يتعرف عليها أبدا, ولم تكن لدية القدرة على رسم الخرائط بهذا المستوى المذهل, والحقيقة التي لابد من الاعتراف بها, هي إن العرب والمسلمين كانوا يصولون ويجولون في تلك السواحل, ويترددون عليها في أوقات غير منتظمة, ولما كان من الصعب على الغرب الاعتراف بهذه الحقيقة, لجئوا إلى تلفيق قصص من عالم الخيال, ربطوا بها غموض هذه الخرائط ببعض المخلوقات الذكية التي هبط من السماء, وقالوا: إن تلك المخلوقات تعرفت على الرئيس برّي, وساعدته في رسم الخرائط بهذه الطريقة الرائعة, التي تفوق فيها على تقنيات العلوم المعاصرة, ونسجوا قصصا أخرى تقول: إن الرئيس برّي حصل بالصدفة على هذه الخرائط, التي رسمتها له الكائنات الفضائية الغامضة, وقام باستنساخها وتلوينها لكي يبهر العالم بها, والى آخره من الحكايات الخرافية, التي ترفض الاعتراف بأسبقية العرب والمسلمين. .
http://www.youtube.com/watch?v=J1pYR_dyL1A
http://www.youtube.com/watch?v=Qt2GYyGTXTs
http://www.youtube.com/watch?v=rAkBqs2b0Mk
خلاصة القول نذكر إن خرائط الرئيس برّي حيرت العالم كله بمجموعة من الخصائص الفريدة, التي يتعذر وجودها في الخرائط الأخرى, خصوصا بعد أن أعطتنا وصفا دقيقا لأماكن لم تتطرق إليها المراجع الجغرافية المعاصرة للزمن الذي رسمت فيه الخرائط, فعلى الرغم من أن الرئيس برّي اعترف باعتماده على عشرة مراجع عربية وأربعة هندية, لكننا لم نجد مرجعا عربيا أو هنديا واحدا تطرق إلى القارة القطبية الجنوبية, أو توسع في شرح الملامح الساحلية للقارتين الأمريكيتين. .
نهاية غير متوقعة
تعد حكاية (الرئيس برّي Piri Reiss), من أغرب الحكايات, وتكاد تكون نهاية هذه العالم الملاحي الكبير مشابهة لنهاية المهندس العراقي العبقري (سنمّار), الذي شيد بظهر الحيرة قصرا منيفا للنعمان بن المنذر, هو قصر (الخورنق), تفوق في تصميمه الهندسي على القصور كلها في ذلك الزمان, فأرسل النعمان في طلب (سنمّار) ورماه من أعلى القصر حتى لا يبني قصرا لغيره, فذهبت الحادثة مثلاً لمقابلة الإحسان بالإساءة, ومقابلة الخير بالشر, وهذا ما حصل مع أمير أمراء البحر (الرئيس برّي), الذي تألق نجمه في زمن السلطانين (سليم الأول), و(سليمان القانوني), حتى أصبح قائدا عاما للقوات البحرية العثمانية, لكنه لم يكن يعلم انه كان يسير نحو حتفه في ظل الدولة التي فقدت ثقتها بعلمائها وقادتها, ففي يوم من أيام عام 1551 تحرك الرئيس برّي في البحر الأحمر بأسطول كبير من ميناء السويس إلى عدن, التي سقطت بيد البرتغاليين, وكان قد تجاوز العقد الثامن من عمره, لكنه وعلى الرغم من بلوغه سن الشيخوخة, كان شجاعا باسلا, متوقد الذهن, حاد البصر, ففتح قلعة عدن, وسيطر على مرفئها من دون مقاومة بعد انسحاب الغزاة منها, ثم توجه نحو قلاع مدينة هرمز عند بوابة خليج البصرة (الخليج العربي), بيد انه لم يفلح في اقتحام قلاعها الحصينة, فتوجه إلى البصرة العظمى, ومكث فيها مدة, وسمع هناك بتحرك الأسطول البرتغالي لمحاصرته في مياه شط العرب, فقرر مغادرة الالتواءات النهرية الضيقة, والتوجه بسفنه إلى المسطحات المائية المفتوحة, لملاقاة البرتغاليين في عرض البحر, وهكذا غادر البصرة بثلاث سفن فقط, ولم يستطع استدعاء سفن الأسطول الموزعة على المرافئ البعيدة عنه, فعلم بعد ذلك إن البرتغاليين تحركوا بأسطول ضخم لا يقوى على مواجهته, ومما زاد الموقف سوءا تحطم إحدى سفنه الثلاث, فوجد نفسه مضطرا للعودة إلى مصر, ومعاودة الهجوم عليهم, ولم يكن يعلم إن والي البصرة (قوباذ باشا) أرسل خطابا عاجلا لديوان السلطان سليمان القانوني في الأستانة, يتهم فيه الرئيس برّي بالجبن والخيانة والتخاذل. .
لم يركب والي البصرة قاربا في حياته, ولم ير البحر, ولا يعلم شيئا عن المعارك البحرية, لكنه اختار الإطاحة بالرئيس برّي لأسباب غير معروفة, فصدرت الأوامر السلطانية الغبية بإعدام الرئيس برّي فور وصوله إلى مصر, فأعدموه عام 1554من دون أن يمنحوه فرصة واحدة للدفاع عن نفسه, ومن دون أن يأخذوا بنظر الاعتبار مكانته العلمية والملاحية, وسجله الحربي الحافل بالانتصارات, ومن دون أن يشفقوا عليه ويرأفوا بحاله لكبر سنه, وضعف بدنه, فمات مشنوقا في العقد التاسع من عمره. .
وربما شعرت الحكومة التركية بالذنب فأقامت تمثالا كبيرا للرئيس برّي (بيري ريس), وطبعت خرائطه على عملاتها الورقية من فئة مليون ليرة, وفئة عشر ليرات, وهكذا نحن دائما نتهم العلماء الأعلام بالكفر والزندقة, أو نتهمهم بالتآمر والخيانة, ثم نقتلهم بعد السجن والتعذيب, ونمجد ذكراهم بعد مماتهم بقرون. .
لا علاقة لصاحبنا (الرئيس برّي) بالرئيس اللبناني نبيه برّي إلا من حيث تطابق الأسماء, وإن كان الثاني لا يحب ركوب البحر, وربما لا يجيد السباحة, لكنه أوفر حظا من القبطان (الرئيس برّي), لأنه لم يواجه المتاعب التي واجهها أمير البحار عندما اشترك في الحرب الطويلة بين العثمانيين والبنادقة (1498 – 1502), فاكتسب خبرة بحرية وحربية, ونال أرفع الأوسمة, شارك بعدها في الحملة البحرية التي شننتها الدولة العثمانية ضد حكم المماليك في مصر (1516 – 1517), وكان هو الذي يقود الأساطيل,
فدحر حصون الإسكندرية, وضرب حولها طوقا بحريا, حتى توغل ببعض سفنه إلى القاهرة, فانتهز الفرصة لرسم المسالك المائية لحوض النيل, وكانت من الخرائط النادرة المحفوظة الآن في المتحف البحري بأنقرة, وشغل بأمر السلطان منصب القائد العام للأسطول المصري, وكان مقره في مدينة السويس..
شاءت الصدف أن يكون (الرئيس برّي) مرافقا للصدر العثماني الأعظم (إبراهيم باشا) عام 1524, وكان (برّي) هو القائد البحري المكلف بقيادة أسطول مكون من عشر سفن, توجهت من تركيا إلى مصر بإشراف الصدر الأعظم لحل الخلاف القائم بين والي مصر ودفتر دارها, ولم يتمكن الأسطول من إكمال الرحلة بسبب العواصف, فسلكوا الطرق البرية, وكانت فرصة لبرّي ليعرض على الصدر الأعظم انجازاته الملاحية والاستكشافية, ويبين له أهمية كتابه المشهور (كتاب البحرية), فتوطدت العلاقة بينهما, وأثمرت بالسماح لبرّي بمقابلة السلطان سليمان القانوني, فنال رضاه, وأصبح من المقربين للباب العالي. .
باشر (برّي) بإعداد كتاب البحرية عام 1521, وفرغ منه بعد أربعة أعوام, فأهداه إلى السلطان, وكان عبارة عن أطلس ملاحي شامل لبحر إيجة والمتوسط, قدم فيه المؤلف وصفا دقيقا للسواحل والشطئان, مع بيان التيارات المائية والشعب المرجانية والمراسي والخلجان والمرافئ ومنابع المياه العذبة, والقلاع والمواضع المحصنة. .
نال الكتاب شهرة واسعة, ولمع اسم المؤلف بين أسماء أعظم الجغرافيين والمؤرخين, وأكد علماء الجغرافية على صحة بيانات الكتاب, ووقفوا مبهورين أمام التطابق المذهل بين الخرائط التي رسمها برّي وبين الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية. .
http://www.youtube.com/watch?v=M7YJP1xfbkY
اكتشف الرئيس برّي انه يمتلك قدرات ملاحية عالية تؤهله للتفوق على أقرانه الذين اشتهروا في القرن السادس عشر, وكان من الطبيعي أن يبحث عن اقصر الطرق التي توصله إلى الباب العالي بالأستانة, فرسم أجمل الخرائط الملاحية للقارتين الأمريكيتين, أهداها إلى الصدر الأعظم, فاصدر السلطان فرمانا عثمانية صار بموجبه الرئيس برّي أميرا على البحار الجنوبية, التي شملت البحر الأحمر, والمحيط الهندي, وبحر العرب, وخليج عمان, والخليج العربي. .
كانت خرائط الرئيس برّي هي الجسر الذي عبر فوقه نحو عالم الشهرة, وله في هذا المضمار خارطتان مهمتان, الأولى لبلاد الأندلس, وغرب إفريقيا, والمحيط الأطلسي, والسواحل الشرقية للأمريكيتين, بقياس (60 في 85) سنتيمتر, قدمها للسلطان سليم الأول عام 1917, وهي موجودة الآن في متحف (طوبقبو) في اسطنبول, وعليها توقيعه, والأخرى لسواحل الأطلسي من (غرين لاند) إلى فلوريدا, وهي موجودة أبضا في متحف (طوبقبو)
قارة أنتيليا
ورد اسم هذه القارة في كتاب الرئيس برّي (كتاب البحرية) عشرات المرات, وخصص لها فصلا كاملا, تحدث فيه عنها بإسهاب لم يسبقه فيه أحد, وأشار إلى الاسم الحقيقي للقارة الجديدة التي عرفها الناس في القرون اللاحقة باسم (أمريكا), واستطاع برّي أن يرسم لها (خارطة خارقة), وهو التعبير الذي استعملته جامعة جورج تاون في وصف خرائط الرئيس برّي لقارة أنتيليا, لأنها تفوقت بدقتها على احدث التقنيات التي استعانت بها مراكز المسح البحري الهيدروغرافي في العصر الحديث, وجاءت مطابقة للواقع (100%), وفي شباط (فبراير) من عام 1988 أقيم في غرناطة باسبانيا مهرجان كبير بمناسبة مرور خمسة قرون على اكتشاف قارة أمريكا, تحدث فيه علماء التاريخ والجغرافيا عن اعتماد كولومبس على الخرائط الملاحية العربية والإسلامية في عبور الأطلسي, وأكدوا على استعانته بالمراجع العربية, وقالوا: انه رجع إلى الكثير من المؤلفات العربية التي تُرجمت إلى اللغة الاسبانية آنذاك, منها كتاب (مروج الذهب) للمسعودي, وكتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) للإدريسي, وهو الذي رسم مشاهداته على كرة من الفضة للملك روجيه الثاني, عندما دعاه لزيارة صقلية, وكتاب (تقويم البلدان) لعماد الدين إسماعيل أبي الفداء, واجمع المشاركون في الحفل على أن كولومبس زود سفنه بعدد من الآلات البحرية والفلكية العربية الأصل مثل البوصلات العربية والإسطرلابات وآلات الكمال (ألة السدس). .
كان الرئيس برّي على معرفة مسبقة بهذه القارة قبل انتشار خبرها, وقبل تدفق الهجرات إليها, قال في كتابه: إن بحر المغرب (يقصد المحيط الأطلسي) بحر عظيم يمتد بعرض (2000) ميل بحري تجاه الغرب من بوغاز (سبتة), وفي الطرف الآخر من بحر المغرب توجد قارة كبيرة جدا, هي قارة أنتيليا. .
وقال أيضا: إن هذه القارة اكتشفت عام 1465, أي قبل وصول كولومبس بأكثر من ربع قرن, ونقل في كتابه عن (رودريكو) وهو رجل برتغالي, عمل في خدمة عم برّي (الرئيس كمال), انه رافق كولومبو (يقصد كولومبس) في رحلته إلى أنتيليا, التي استعان فيها بالخرائط الأندلسية والعثمانية, وقال انه وقف يتوسط بين كولومبو وبحارته الذين أعلنوا العصيان, وأرادوا الاعتداء عليه بعد اليأس الذي أصابهم في البحث عن القارة الجديدة, وقال إن كولومبو قال لهم: (أثق إننا لابد أن نصل هنا إلى الأرض التي نبحث عنها, لأن البحارة الأندلسيين والعثمانيين لا يكذبون), وبالفعل, عثرنا على الأرض الجديدة بعد ثلاثة أيام من ذلك التصريح. .
ومن نافلة القول نذكر إن خرائط الرئيس برّي تشير في أكثر من موقع على إن قارة (أنتيليا) تعد من ممتلكات الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1465, وان تشابه اسم جزر الأنتيل مع اسم أنتيليا يؤكد على إن هذا الاسم مأخوذ من اللغة المحلية للأقوام التي كانت تسكن الجزر, والمعروف عن العرب والمسلمين أنهم لا يغيرون أسماء الأماكن التي يفتحونها, على عكس القوى الغربية التي ابتكرت أسماء لا علاقة لها بتلك البلدان فظهرت عندنا (بوليفيا), و(نيوزلاند), و(الإكوادور), و(استراليا), وغيرها. .
الخرائط التي أذهلت العالم
لم يكن (الريس برّي) معروفا قبل اليوم التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1929, وهو اليوم الذي اكتشف فيه العالم الألماني (غوستاف أدولف ديسمان) كنزا ملاحيا فريدا, يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي, كان الكنز عبارة عن مجموعة من الخرائط المتهالكة المرسومة على جلد الغزال, فأدرك على الفور انه يقف أمام كنز ملاحي مجهول, عثر عليه بمساعدة مدير المتاحف الوطنية التركية (خليل أدهم). .
كان الكنز عبارة عن خارطتين متهالكتين مرسومتين بتسعة ألوان على جلد الغزال للشواطئ الغربية لإفريقيا, والشواطئ الشرقية للأمريكيتين, والحدود الشمالية لليابسة في القارة القطبية الجنوبية (انتاركتيكا). قال عنها مدير مركز الأرصاد في (ويستون): ((إن خرائط الرئيس برّي صحيحة بدرجة تذهل العقول, لأنها تُظهر بوضوح أماكن لم يكتشفها الإنسان في ذلك الزمان, ومما يبعث على الحيرة انه رسم جبال القارة القطبية الجنوبية ووديانها, في حين لم تتوصل المراكز الجغرافية المعاصرة إلى رسمها إلا بعد عام 1952, وذلك بعد ان تسلحت بأحدث تقنيات المسح الزلزالي, ومما زاد الأمر حيرة إن الصور التي التقطتها المركبات الفضائية للقارة القطبية الجنوبية جاءت مطابقة لخرائط الرئيس برّي)),
http://www.youtube.com/watch?v=TS4eDmhkj8M
والشيء نفسه يقال للحدود الشرقي في القارتين الأمريكيتين, والتي جاءت مطابقة تماما مع الحدود التي بينتها صور الأقمار الصناعية لتلك السواحل, ما تسبب بإحراج علماء الجغرافيا, لأن كولومبس لم يصل إلى تلك السواحل, ولم يتعرف عليها أبدا, ولم تكن لدية القدرة على رسم الخرائط بهذا المستوى المذهل, والحقيقة التي لابد من الاعتراف بها, هي إن العرب والمسلمين كانوا يصولون ويجولون في تلك السواحل, ويترددون عليها في أوقات غير منتظمة, ولما كان من الصعب على الغرب الاعتراف بهذه الحقيقة, لجئوا إلى تلفيق قصص من عالم الخيال, ربطوا بها غموض هذه الخرائط ببعض المخلوقات الذكية التي هبط من السماء, وقالوا: إن تلك المخلوقات تعرفت على الرئيس برّي, وساعدته في رسم الخرائط بهذه الطريقة الرائعة, التي تفوق فيها على تقنيات العلوم المعاصرة, ونسجوا قصصا أخرى تقول: إن الرئيس برّي حصل بالصدفة على هذه الخرائط, التي رسمتها له الكائنات الفضائية الغامضة, وقام باستنساخها وتلوينها لكي يبهر العالم بها, والى آخره من الحكايات الخرافية, التي ترفض الاعتراف بأسبقية العرب والمسلمين. .
http://www.youtube.com/watch?v=J1pYR_dyL1A
http://www.youtube.com/watch?v=Qt2GYyGTXTs
http://www.youtube.com/watch?v=rAkBqs2b0Mk
خلاصة القول نذكر إن خرائط الرئيس برّي حيرت العالم كله بمجموعة من الخصائص الفريدة, التي يتعذر وجودها في الخرائط الأخرى, خصوصا بعد أن أعطتنا وصفا دقيقا لأماكن لم تتطرق إليها المراجع الجغرافية المعاصرة للزمن الذي رسمت فيه الخرائط, فعلى الرغم من أن الرئيس برّي اعترف باعتماده على عشرة مراجع عربية وأربعة هندية, لكننا لم نجد مرجعا عربيا أو هنديا واحدا تطرق إلى القارة القطبية الجنوبية, أو توسع في شرح الملامح الساحلية للقارتين الأمريكيتين. .
نهاية غير متوقعة
تعد حكاية (الرئيس برّي Piri Reiss), من أغرب الحكايات, وتكاد تكون نهاية هذه العالم الملاحي الكبير مشابهة لنهاية المهندس العراقي العبقري (سنمّار), الذي شيد بظهر الحيرة قصرا منيفا للنعمان بن المنذر, هو قصر (الخورنق), تفوق في تصميمه الهندسي على القصور كلها في ذلك الزمان, فأرسل النعمان في طلب (سنمّار) ورماه من أعلى القصر حتى لا يبني قصرا لغيره, فذهبت الحادثة مثلاً لمقابلة الإحسان بالإساءة, ومقابلة الخير بالشر, وهذا ما حصل مع أمير أمراء البحر (الرئيس برّي), الذي تألق نجمه في زمن السلطانين (سليم الأول), و(سليمان القانوني), حتى أصبح قائدا عاما للقوات البحرية العثمانية, لكنه لم يكن يعلم انه كان يسير نحو حتفه في ظل الدولة التي فقدت ثقتها بعلمائها وقادتها, ففي يوم من أيام عام 1551 تحرك الرئيس برّي في البحر الأحمر بأسطول كبير من ميناء السويس إلى عدن, التي سقطت بيد البرتغاليين, وكان قد تجاوز العقد الثامن من عمره, لكنه وعلى الرغم من بلوغه سن الشيخوخة, كان شجاعا باسلا, متوقد الذهن, حاد البصر, ففتح قلعة عدن, وسيطر على مرفئها من دون مقاومة بعد انسحاب الغزاة منها, ثم توجه نحو قلاع مدينة هرمز عند بوابة خليج البصرة (الخليج العربي), بيد انه لم يفلح في اقتحام قلاعها الحصينة, فتوجه إلى البصرة العظمى, ومكث فيها مدة, وسمع هناك بتحرك الأسطول البرتغالي لمحاصرته في مياه شط العرب, فقرر مغادرة الالتواءات النهرية الضيقة, والتوجه بسفنه إلى المسطحات المائية المفتوحة, لملاقاة البرتغاليين في عرض البحر, وهكذا غادر البصرة بثلاث سفن فقط, ولم يستطع استدعاء سفن الأسطول الموزعة على المرافئ البعيدة عنه, فعلم بعد ذلك إن البرتغاليين تحركوا بأسطول ضخم لا يقوى على مواجهته, ومما زاد الموقف سوءا تحطم إحدى سفنه الثلاث, فوجد نفسه مضطرا للعودة إلى مصر, ومعاودة الهجوم عليهم, ولم يكن يعلم إن والي البصرة (قوباذ باشا) أرسل خطابا عاجلا لديوان السلطان سليمان القانوني في الأستانة, يتهم فيه الرئيس برّي بالجبن والخيانة والتخاذل. .
لم يركب والي البصرة قاربا في حياته, ولم ير البحر, ولا يعلم شيئا عن المعارك البحرية, لكنه اختار الإطاحة بالرئيس برّي لأسباب غير معروفة, فصدرت الأوامر السلطانية الغبية بإعدام الرئيس برّي فور وصوله إلى مصر, فأعدموه عام 1554من دون أن يمنحوه فرصة واحدة للدفاع عن نفسه, ومن دون أن يأخذوا بنظر الاعتبار مكانته العلمية والملاحية, وسجله الحربي الحافل بالانتصارات, ومن دون أن يشفقوا عليه ويرأفوا بحاله لكبر سنه, وضعف بدنه, فمات مشنوقا في العقد التاسع من عمره. .
وربما شعرت الحكومة التركية بالذنب فأقامت تمثالا كبيرا للرئيس برّي (بيري ريس), وطبعت خرائطه على عملاتها الورقية من فئة مليون ليرة, وفئة عشر ليرات, وهكذا نحن دائما نتهم العلماء الأعلام بالكفر والزندقة, أو نتهمهم بالتآمر والخيانة, ثم نقتلهم بعد السجن والتعذيب, ونمجد ذكراهم بعد مماتهم بقرون. .
اغرب لاعب في التاريخ
هذا اللاعب و رغم فنياته و اهدافه الكثيرة الا انه مصنف كاللاعب الاكثر غرابة في تصرفاته عبر تاريخ الكرة حيث ان ماريو بالوتيلي الايطالي الاخر لا يضاهيه في مشاكساتهمن ابرز تصرفات جيوزيبي مياتزا انه كان مدخن شره و الادهى من ذلك ان هذا اللاعب كان يدخن بين شوطي اي مباراة في غرفة تغيير الملابس امام اعين المدرب و اللاعبين بالاضافة الى انه كان لا يتدرب الا مرة واحدة في الاسبوع مع ناديه الانترو من غرائب هذا اللاعب انه كان لا ينام ليلة مبارايات فريقه الانتر في ميلانو مع اصدقائه اللاعبين في الفندق بل كان ينام في بيته الذي يبعد عن الملعب ب 10 دقائق مشيا على الاقدام
اما اغرب قصة حصلت لهذا اللاعب انه و في احدى دربيات الغضب بين الميلان و الانتر استيقظ جيوزيبي مياتزا 3 دقائق قبل بداية الدربي الرهيب و لبس مباشرة لباس ناديه و ذهب سيرا على الاقدام و في طريقه التقى بصديق له فجلسا في احدى المقاهي المحادية لملعب ميلان =سانسيرو= و تبادلا اطراف الحديث و ارتشفا كوبا من القهوة و المباراة كانت تلعب و فريقه الانتير منهزم
التحق بعدها مياتزا بفريقه في الشوط الثاني و في الدقيقة 74 ادخله المدرب للمباراة فسجل هاتريك=3 اهداف= في ظرف 10 دقائق ليطلب الخروج في الدقيقة 84 بالضبط و يغادر الملعب الى منزله حيث اكمل نومهاما اغرب قصة حصلت لهذا اللاعب انه و في احدى دربيات الغضب بين الميلان و الانتر استيقظ جيوزيبي مياتزا 3 دقائق قبل بداية الدربي الرهيب و لبس مباشرة لباس ناديه و ذهب سيرا على الاقدام و في طريقه التقى بصديق له فجلسا في احدى المقاهي المحادية لملعب ميلان =سانسيرو= و تبادلا اطراف الحديث و ارتشفا كوبا من القهوة و المباراة كانت تلعب و فريقه الانتير منهزمالتحق بعدها مياتزا بفريقه في الشوط الثاني و في الدقيقة 74 ادخله المدرب للمباراة فسجل هاتريك=3 اهداف= في ظرف 10 دقائق ليطلب الخروج في الدقيقة 84 بالضبط و يغادر الملعب الى منزله حيث اكمل نومه
جمعية الجمجمة والعظام (Skull and Bones)
تأسست جمعية «الجمجمة والعظام» في عام 1832 في جامعة Yale الأمريكية، وكانت تعرف آنذلك بأخوية الموت. وتعتبر هذه الجمعية من أقدم الجمعيات الطلابية السرية في الولايات المتحدة الأمريكية وتقبل في عضويتها النخبة القليلة من الطلاب فقط. وتعتمد «الجمجمة والعظام» على الطقوس الماسونية حتى يومنا هذا حيث يجتمع أعضائها يومي الخميس والأحد من كل أسبوع في مكان يدعى «القبر».ومنذ عام 1970 توقفت الجمعية عن الإفصاح عن منتسبيها، أما طقوسها فكانت ولا تزال سرية للغاية. ومن أبرز أعضائها رئيسي الولايات المتحدة جورج بوش الإبن وأباه، حيث يظهر أحدهما إلى أيسر الساعة في الصورة.ويعتقد بعض المؤرخين بأن «الجمجمة والعظام» هي فرع من حركة «التنويريون» ومن أشهر نظريات المؤامرة التي تدور حول هذه منظمة أيضاً، هو قيام أعضائها بتأسيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، على الرغم من نفي الوكالة لهذا الإدعاء في تصريح رسمي عام 2
لماذا لا نتزوج في شهر رمضان ؟؟
لا يوجد في الشريعة أي نهي عن الزواج في شهر شهر رمضان لذات رمضان ، بل الزواج جائز في اي يوم من أيام السنة ولكن الصائم في يمتنع من الأشهرعن الطعم بخشي أن يفعل ما يفسد صيامه ، فلا حرج عليه من الزواج في رمضان و الظاهر أن الذي يريد أن يبدأ حياته الزوجية في رمضان ، غالبا لا يستطيع الصبر عن زوجته الجديدة طوال النهار، فيخشى عليه من الوقوع المحظور ، و انتهاك حرمة هذا الشهر الفضيل فيقع في الاثم الكبير مع وجوب القضاءو الكفارة المغلظة هي عتق رقبة ، فان لم يجد فصيام شهرين متتابعتين ، فإن لم ، يستطع فإطعام ستين مسكينآ و اذا تكرر الجماع في عدة الكفارة بعدد الأيام ،،
نصيحةأخيرة بتأجيل الزواج في شهر رمضان و لنشغل أنفسنا بالعبادة و الصلاة و تلاوة القرآن و قيام أليل
شاهد الفيديو
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)