يعتبر قطاع الصحة احد الجوانب التي تبين مدى تقدم اي دولة في العالم ، طبعا الى جانب قطاع التعليم ، فكلما كان القطاع مهيكلا و يوفر خدمات صحية ذات جودة عالية كلما كانت الدولة متقدمة ،و العكس صحيح، في بلادنا يعتبر قطاع الصحة احد القطاعات التي وعدت الحكومة الحالية بتاهيلها و توفير الوارد البشرية و المادية الكفيلة بتحقيق ذلك ، و لكن و بعد مرور ابع سنوات من ولايتها لم تف الحكومة بوعودها التي تظل مجرد حبر على ورق ما دام المواطن المغربي لايجد المستشفى و المستوصف مستعداً لاستقباله استقبالا جيداً و تطبيبه كما يجب ان يكون ، بحديثنا عن الموارد البشرية فاننا سنلاحظ مفارقة عجيبة ، اذ ان القطاع يعاني من ناقص حاد في الموارد البشرية الطبية و التمريضية ، و في المقابل تجد اعدادا مهولة من الممرضين خريجي معاهد وزارة الصحة يقاسون مرارة البطالة و منهم من امتهن مهنة اخرى في انتظار الفرج ، مادامت الحكومة لا توظف الا 1400 ممرض كل سنة بينما يتخرج من المعاهد 3000 الاف ممرض سنويا ،مما يودي الى تراكم اعداد الاطر التمريضية التي تعاني البطالة ، و هذا ما نتج عنه 5000 ممرض مجاز من الدولة يعيش البطالة وظفت وزارة الصحة منهم 1400 فقط مقابل حوالي 1000 منصب اخر للمراكز الاستشفاىية الجامعية ،مع العلم ان الخصاص في قطاع الصحة يقدر باكثر من 9000 ممرض،دون ان ننسى ما يطبع مباريات التوظيف التي تجريها الوزارة من غش و محسوبية و زبونية مما يجعل من الممرضين الشرفاء ضحية لمنضومة فاسدة و من هذا المنبر ادعو وزارة الصحة الى السهر على تنظيم افضل لتلك المباريات و توفير مناصب ماليةتغطي النقص الحاد في الموارد البشرية مما سيضمن تحسنا ملحوظا في جودة الخدمات الصحية ، من جهة اخرى يتجلى فشل حكومة العدالة و التنمية في تطوير قطاع الصحة في نقطة اشارت اليها منظمة الصحة العالمية ،اذا انه في الفترك مابين 2012 و 2016 كان من المفروض ان ينخفض عدد وفيات الامهات الى 50 وفات لكل 100000 ولادة لكن ما حدث هو عكس ذلك تماما حيث ارفع عدد الوفيات الى 128 وفات لكل 100000 ولادة حسب ما اوردته منظمة الصحة العالمية و يظل هذا الرقم بعيدا عن ما هو عليه في الواقع اذ انه لا ياخذ بعين الاعتبار الوفيات خارج الموسسات الصحية ، و ذلك راجع بدرجة اولى الى افتقار الموسسات الصحية ببلادنا الى اطر تمريضية و طبية بشكل مستعجل و ذلك لانقاذ ما يمكن انقاذه من قطاع مريض انهالت عليه الحكومة بترقيعات و حلول غير مجدية و في غالبيتها لا تخدم المواطن البسيط ، اذ تبدو الوزارة الوصية تاىهة و لا تعرف ما تصنع ،فمرة يتشدقون بتاهيل الصحة العقلية و النفسية , و مرة اخرى يتباهون بمستجلات القرب و المروحيات ...الخ،لتجد في الواقع ان كل ما قيل مجرد كلام فارغ ان لم ترصد له الحكومة ما يكفي من الموارد البشرية و المادية و اللوجستية ، حيث لا يتجاوز نصيب قطاع الصحة من ميزانية الدولة في كل سنة %3
------------
بقلم : جمال الخلفي /ممرض عاطل
------------
بقلم : جمال الخلفي /ممرض عاطل
0 التعليقات :
إرسال تعليق