معلومات

معلومات
مدونة علمية تهدف إلى النشر العلم والمعرفة
الخميس، 16 يونيو 2016

المحتال التالت الذي باع برج إيفل



وفي شيكاغو، أقنع الكونت فيكتور أخطر عصابات المافيا وأغناها “آل كابوني” عن حاجته إلى $50,000 لاستثمارها في صفقة أسهم، ووعد بسداد المبلغ مضاعفاً خلال شهرين, اشتبه “آل كابوني” بالأمر، ولكنهم في نهاية الأمر سلموه المبلغ المطلوب، احتفظ بالمبلغ في صندوق ودائع، ثم عاد وأخذ المال لـِ “آل كابوني” مدعياً أن الصفقة لم تنجح وأنه عاد لسداد القرض، أعجب “آل كابوني” بنزاهته، وقرروا أن العملية التي قام بها لم تكن كارثية وأعفو عنه وأعطوه $5000، وهذا ما كان يريده، إذ لم يكن هدفه استخدام المال لأي شيء سوى كسب ثقة “آل كابوني” ومن ثم الحصول على بعض المال، مما ذاع صيته بأنه الرجل الذي استطاع خداع “آل كابوني” بدهائه.وفي عام 1930 دخل الكونت فيكتور في شراكة مع كيميائي في منتصف العمر من مدينة نبراسكا يدعى توم شو “Tom Shaw”، كانت مهمته حفر لوحات لطباعة الأوراق النقدية المزورة، وأنشأوا نظاماً يعمل على ضخ أكثر من $100,000 شهرياً في جميع أنحاء البلاد، ونجح الكونت فيكتور في إبقاء الأمر سراً، وعلى مر الشهور استمر تدفق الملايين من العملة المزيفة، وحاولت المخابرات تعقب الكونت فيكتور مشيرين إلى فواتير مالية بإسمه والتي قد تعطل النظام النقدي في البلاد.
وفي إحدى ليالي عام 1935، كان الكونت فيكتور يمشي في أحد شوارع نيويورك، في البداية لم يكن المخبرون السريون واثقون من أنه هُوَ، فنمو شاربه الحديث جعلهم يترددون لبرهة، وعلى حين غفلة باغتوه وهو يُعدِّل من ياقة معطفه، وانقضوا عليه، نظر إليهم الكونت فيكتور مبتسماً وبكل هدوءٍ وسلاسة مدَّ يده وأعطاهم حقيبته، لاحظوا ندبة على وجنته اليسرى وهالة من السواد حول عينيه الحمراوين، ولدى استجوابه كان هادئاً مبدياً استعداده.
توقع المخبرون أن تحتوي الحقيبة على أوراق نقدية مطبوعة حديثاً أو ربما ملايين الدولارات من الأوراق النقدية المزيفة، ولكنها لم تحتوي إلا على الملابس الفاخرة والباهظة الثمن، وفي النهاية سحبوا محفظته من المعطف، ووجدوا فيها مفتاحاً، حاولوا جعل الكونت فيكتور يقر بأمر المفتاح ولكنه هز رأسه متجاهلاً، وبعد العديد من التحريات قادهم المفتاح إلى محطة مترو الأنفاق “تايمز سكوير” حيث فتح خزانة يعلوها الغبار، ووجدوا فيها $51,000 من النقود المزيفة.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” خبر القبض عليه مضيفةً بأن هذه هي بداية النهاية لأسطورة المحتالين الكونت فيكتور.
احتجز الكونت فيكتور في المقر الفيدرالي الرئيسي في نيويورك – المعروف آنذاك بأنه منيعاً – بانتظار المثول أمام المحكمة، وبالرغم من تعدد التهم الموجهة إليه إلّا أنَّ اللعبة بالنسبة له لم تنتهي بعد، وكان يتفاخر بأسلوبه الهزلي بأنه ليس هناك سجن يعصى عليه في الهرب، وفي اليوم السابق لبدء المحاكمة ارتدى سروالاً ونعالاً وعقد أطراف أغطية الأسرَّة وتسلل هارباً من النافذة متظاهراً بأنه يمسح النوافذ وهو يتأرجح هبوطاً من الطابق الثالث للمبنى حيث رآه العشرات من المارة ولم يشك أحدهم بالأمر، وعند موعد المحاكمة توجه مسؤولي السجن إلى الزنزانة لإحضاره، وكم كان ذهولهم حين لم يجدوا أيَّ أثرٍ للسجين.
بعد شهر من الحادثة تم القبض عليه في بيتسبرج وأقر بأنه مذنب في التهم الأصلية، وحكم عليه 20 عاماً في سجن الكاتراز، وفي عام 1947 مرض بالإلتهاب الرئوي، ومات متأثراً بمرضه في المركز الطبي للسجناء في سبرينغفيلد بولاية ميسوري، وفي شهادة الوفاة تم إدراج مهنته كمندوب مبيعات مبتدئ.

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي